فصل: ما جاء على أفعل من هذا الباب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **


4578- هُوَ كَابِى الزِّنَادِ، وصَلُودُ الزِّنَادِ

إذا كان نَكِداً قليلَ الخير، يُقَال‏:‏ كَبا الزند يَكْبُو، وأكبَوْتُه أنا، وفي الحديث أن أم سلمة قَالَت لعثمان رضي الله عنهما وهي تَعِظُه‏:‏ يا بنى مالي أرى رَعيَّتَكَ ‏[‏ص 399‏]‏ عنك نافرين، وعن جَنَاحك ناقرين، لاَ تعف طريقاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبها، ولاَ تقتدح بزندٍ كان عليه السلام أكباه، وتوخَّ حيث تَوَخَّى صاحباك فإنهما ثكما الأمر ‏(‏ثكما الأمر لزماه ولم يفارقاه‏)‏ ثكما، ولم يظلما، هذا حق أمومتي قضَيْتُه إليك، وإن عليك حق الطاعة، فَقَالَ عثمان رضي الله عنه‏:‏ أما بعد فقد قلتِ فَوَعِيتُ، وأوصيتِ فقبلتُ، ولي عليك حق ‏(‏النصتة - بالضم - الاَسم بمعنى الإنصات‏)‏ النُّصته، إن هؤلاَء النفر رَعَاع ثغر، تطأطأت لهم تطأطؤ الدلاَء، وتلددت ‏(‏أصل التلدد الالتفات يميناً وشمالاَ، وأراد أنه حرص عليهم ونظر إليهم‏)‏

لهم تلدد المضطرب، فأرانيهم الحقُّ إخوانا، وأراهموني الباطلُ شيطانا، أجررْتُ المرسُونَ رَسَنه ‏(‏أجررته رسنة‏:‏ كناية عن أنه تركه يصنع ما شاء‏.‏‏)‏

وأبلغت الراتع مسقاته، فتفرقوا على فرقا ثلاَثا ‏(‏لم يذكر في التفصيل غير فرقتين‏.‏‏)‏

فصامِتٌ صَمْتُه أنفذ من صَوْل غيره، وساعٍ أعطاني شاهده ومنعني غائبه، فأما منهم بين ألسن لِدَادٍ وقلوب شِداد وسيوف حِداد، عذرني الله منهم أن لاَ ينهى عالم منهم جاهلاً، ولاَ يَرْدَع أو يُنذر حليمٌ سفيها، والله حسبي وحسبهم يوم لاَ ينطقون ولاَ يُؤْذَنُ لهم فيعتذرون‏.‏

4579- هَرِقْ عَلَى جَمْرِكَ ماءً

يضرب للغَضْبَان، أي اصْبُب ماء على نار غضبك، قَالَ رؤبة‏:‏

يا أيها الكَاسِرُ عينَ الأغصن * والقَائِلُ الأقوالِ مالم تَلْقَنِي

هَرِقْ عَلَى جَمْرِكَ أوْ تَبَيَّنِ * بأي دَلْوٍ إذْ عَرَفْنَا تَسْتَنِي

4580- هُوَ أوْثَقُ سَهْمٍ في كِنَآنِتِي

يضرب لمن تعتمده فيما يَنُوبُكَ‏.‏

قَالَه مالك بن مسمع لعبيد الله بن زياد بن ظَبْيَان التَّيْمي من بنى تَيْم الله بن ثعلبة، وكانت ربيعة البصرة اجتمعت عند مالك، ولم يعلم عبيدُ الله، فلما علم أتاه فَقَالَ‏:‏ يا أعور، اجتمعت ربيعة ولم تعلمني، فَقَالَ مالك‏:‏ يا أبا مَطَر، والله إنك لأَوثَقُ سهمٍ في كنانتي عندي، فَقَالَ عبيد الله‏:‏ وأيضاً فإني لَسَهْم في كنانتك‏؟‏ أما والله لئن قمت فيها لأطولنها، ولئن قعدت فيها لأخرقنها، فَقَالَ مالك وأعجبه‏:‏ أكثرَ الله في العشيرة مثلك، فَقَالَ‏:‏ لقد سألت رَبَّكَ شَطَطا، فَقَالَ مقاتل بن مسمع‏:‏ ما أخْطَلَك‏!‏ فَقَالَ له‏:‏ اسكت ليس ‏[‏ص 400‏]‏ مثلك يُرَادُّني، فَقَالَ مقاتل‏:‏ يا ابن اللَّكْعاء لعن الله عُشاًّ دَرَجْتَ منه وبيَضَةً تقوَبَتْ ‏(‏التقويب - ومثله القوب - حفر الأَرض، وفلق الطائر بيضة ليخرج الفرخ‏)‏

عن رأسك، قَالَ‏:‏ يا ابن اللقيطة إنما قتلنا أباك بكلبٍ لنا يوم جُؤَاثى ‏(‏جؤاثى‏:‏ حصن بالبحرين‏)‏ وكان عمرو بن الأسود التيمي قتل مسمعا يوم جؤاثى مرتداً عن الإسلام

وعبيد الله هذا أحد فُتَّاكِ العرب، وهو قاتل مصعب بن الزبير

4581- هُمَا في بُرْدَةٍ أخْمَاسٍ

الخِمْس‏:‏ ضربٌ من بُرُودِ اليَمَنِ قَالَ أبو عمروٍ‏:‏ وأول من عمله ملك باليمن يُقَال له خمس، قَالَ الأعْشَى يصف الأَرض‏:‏

يَوْماً تَرَاهَا كَشِبْهِ أرْدِيَةَ ال * خِمْس، وَيَوْمْاً أديمها نَغِلاَ

وقَالَ بعضهم‏:‏ بردة أخماسٍ بردةٌ تكون خمسةَ أشبار

يضرب للرجلين تَحَابَّا وتقاربا وفعَلاَ فعلاَ واحدا، ويشبه أحدهما الآخر حتى كأنهما في ثوب واحد

4582- هُوَ الشِّعَارُ دُونَ الدِّثَارِ

الشِّعَار من الثياب‏:‏ ما يَلِى الجَسَد، والدِّثَار‏:‏ ما يُلْبَسُ في فوقه

يضرب للمُخْتَصِّ بك العالم بدِخْلَةِ أمْرِكَ

4583- هُوَ مُؤدَمٌ مُبْشَرٌ

أصلُ هذا في الأديم إذا صُنع منه شيء فجعلت أدمته هي الظاهرة، يطلب بذلك لِينه، يُقَال آدمَ يُؤْدم إيداما فهو مُؤْدِم، وإن جعلت بشرته هي الظاهرة قيل‏:‏ أبْشَرَ يُبْشِر‏.‏

يضرب للكامل في كل شيء، أي قد جَمَع بين لينِ الأدمة وخُشُونة البشرة

4584- هذَا حَظُّ جَدٍّ مَنَ المَبْنَاةِ

جَدٌّ‏:‏ اسم رجلٌ من عادٍ، كان ليبياً حازماً، دخل على رجل من عادٍ ضَيْفاً وهو مسافر، فَبَاتَ عنده، ووجد في بيته أضيافا له قد أكثروا من الطعام والشراب قبله، وإنما طَرَقَهم جد طروقا، فبات عندهم وهو يريد الدُّلَجَة من عندهم، ففرش لهم رَبُّ المنزل مَبْنَاه له، والمبناة‏:‏ النطع، فناموا عليها جميعاً، فسلحَ بعضُ القوم الذين كانوا يشربون، فخاف جَدٌّ أن يدلج فيظن رب المنزل أنه هو الذي سلح، فقطع حظه الذي نام عليه من النطع، ثم دعا رَبَّ المنزل وقد طواه فَقَالَ‏:‏ هذا حظ جد من المبناة، فأرسلها مثلاً

يضرب في براءة الساحة

وقد ذكرته العربُ في أشعارها، قَالَ مالك بن نُوَيْرَةَ‏:‏‏[‏ص 401‏]‏

ولما أتيتم ما تَمَنَّى عَدُوُّكم * عزلت فِرَاشي عنكم ووِسادي

وكنتُ كجدحين قَدَّ بسَهْمِهِ * حذار انخلاَطٍ حظه بسوَادِ

وقَالَ خراش بن سمير المحاربي‏:‏

كما اختار جَدٌّ حَظَّه من فِرَاشه * بِمِبْرَاتِهِ أو أمره إذ يزاوله

4585- هَرِقْ لَهَ قَرْقَرْ ذَنُوباً

القَرْقَر‏:‏ حَوْض الركيَّة

يضرب للرجل يستضعف ويغلب فيأتيه من يُعينه وينجيه مما هو فيه

4586- هُوَ يَشُوبُ وَيَرُوبُ

الشَّوْبُ‏:‏ الخَلْط، والرَّأب‏:‏ الإصلاَح، وأصله يَرْؤُب، ولكن قَالَوا يَرُوبُ لمكان يَشُوب‏.‏

يضرب للذي يخطيء ويصيب

قَالَ أبو سعيد الضرير‏:‏ يَشُوب يدفع، من قولهم ‏"‏فلاَن يَشُوبُ على أصحابه‏"‏ أي يدافع، ويروب‏:‏ من قولهم ‏"‏راب يَرُوب‏"‏ إذا اختلط رأيه، ورجل رائب ورَؤبان، وقوم رَوْبي

يضرب للرجل يَرُوب أحياناً فلاَ يتحرك وأحياناً ينبعث فيقاتل ويدافع عن نفسه وغيره ويروى ‏"‏هو يَشُوب ولاَ يَرُوبُ‏"‏

قَالَ الأَصمعي، ومعناه يخلط الماء بالبن، أي يخلط بالكذب، ولاَ يروب لأنه خالط اللبن الماء لم يَرُبِ اللبن

4587- هُوَ السَّمْنُ لاَ يَخِمُّ

يُقَال‏:‏ خَمَّ اللحمُ خُمُوماً؛ إذا انتنَ شوَاء كان أو طَبيخاً

وهذا المثل يضرب للرجل يثنى عليه بالخير، أي أنه حَسَنُ السجية، لاَ غائلة عنده، ولاَ يتلون ولاَ يتغير عما طبع عليه، قَالَت ابنة الخُسِّ ووصفت رَجُلاً‏:‏ لاَ أريدهُ أخا فلاَنٍ ولاَ ابنَ عم فلاَن، ولاَ الظريف ولاَ المتظرف ولاَ السمن لاَ يخم، ولكن أريده حلوا مرا كما قَالَ‏:‏

أُمِرُّ وأحْلَوْلِى وَتِلْكَ سَجِيتِي * ولاَ خير فيمَنْ لاَ يَمرُّ ولاَ يُحْلِي

4588- هِيَ الخَمْرُ تُكْنَى الطَّلاَءَ

يضرب للأمر ظاهرُهُ حسن وباطنه على خلاَف ذلك

4589- هذِهِ بِتْلكَ وَالبَادِى أظْلَمُ

قَالَوا‏:‏ إن أول مَنْ قَالَ ذلك الفرزدق، وذلك أنه كان ذاتَ يوم جالسا في نادي قومه ينشدهم، إذ مر به جرير بن الخَطَفى على راحلة وهو لاَ يعرفه، فَقَالَ الفرزدق‏:‏ من ذلك الرجل‏؟‏ فَقَالَوا‏:‏ جرير ابن الخَطَفَى، فَقَالَ ‏[‏ص 402‏]‏ لفَتىً‏:‏ ائتِ أبا حَزْرة فقل له‏:‏ إن الفرزدق يقول‏:‏

ما في حِرِامَّكَ إسْكة معروفةٌ * للناظرين، وماله شَفَتَانِ

قَالَ‏:‏ فلحقه الفتى فأنشده بيت الفرزدق، فَقَالَ جرير‏:‏ ارجع إليه فقل له‏:‏

لكِنْ حِرَامِّكَ ذو شِفَاةٍ جَمَّةٍ * مخضرة كَغَبَاغِبِ الثيران

‏(‏الغباغب‏:‏ جمع غبغب، وهو اللحم المتدلى تحت الحنك، وهو الغبب أيضاً‏)‏

قَالَ فرجع الفتى فأنشده بيت جرير، فضحك الفرزدق، ثم قَالَ‏:‏ هذه بتلك والبادي أظلم، والجالبُ للباء في قوله ‏"‏بتلك‏"‏ معنى الاَستحقاق، أي هذه المقَالَة مستحقة أو مجلوبة بتلك المقَالَة، ويجوز أن تسمى باء البدل، كما يُقَال‏:‏ هذا بذاك، أي بَدَله، وقوله ‏"‏والباَدي أظلم‏"‏ جعله أظلم لأنه سببُ الاَبتداء والجزاء، ويجوز أن يكون أفعل بمعنى فاعل كما قَالَ

‏(‏قائله الفرزدق، وصدره قوله‏:‏ إن الذي سمك السماء بنى لنا‏"‏‏)‏

بيتاً دَعَائمه أعَزُّ وأطوَلُ*

أي عزيزة طويلة

4590- الهَيْبَةُ مِنَ الخَيْبَةِ

ويروى ‏"‏الهيبة خيبة‏"‏ يعني إذا هِبْتَ شيئاً رجَعْتَ منه بالخيبة، وقَالَ‏:‏

مَنْ رَاقَبَ الناس ماتَ غَمّاً * وفازَ باللَّذةِ الجَسُورُ

4591- هذِهِ بِتْلْكَ فَهَلْ جَزَيْتُكَ‏؟‏

رأي عمرو بن الأَحوَص يزيدَ بن المنذر وهما من بنى نَهْشَلْ، يُداعب امرأته، فَطَلَّقَها عمرو، ولم يتنكر ليزيد، وكان يزيد يستحي منه مدة، ثم إنهما خرجا في غَزَاة فاعْتَوَرَ قَومٌ عمرا فطعَنُوه، وأخذوا فرسَه، فحمل عليهم يزيدُ واستنقذه، وردَّ عليه فرسَهُ فلما ركب ونجا قَالَ يزيد‏:‏ هذه بتلك فهل جزيتك‏؟‏

4592- هَمُّكَ ما هَمَّكَ

ويُقَال‏:‏ هَمُّكَ ما أهَمَّكَ

يضرب لمن لاَ يهتم بشأن صاحبه، إنما اهتمامه بغير ذلك، هذا عن أبي عبيد، يُقَال‏:‏ أهمني الأمر؛ إذا أقَلكَ وحَزَنَكَ، ويقال‏:‏ هَمُّكَ ما أهَمَّكَ أي آذاك ما أقلقك، ومَنْ روى ‏"‏هَمُّكَ‏"‏ بالرفع فمعناه شأنُك الذي يجب أن تهتم به هو الذي أقلك وأوقعك في الهم، أي الحزن، والمهموم‏:‏ المحزونُ

4593- هَلُمَّ جَرَّا

قَالَ المفضل‏:‏ أي تَعَالوا على هِينَتكم كما يسهل عليكم، وأصل ذلك من الجر في السَّوْق، وهو أن تترك الإبل والغنم ترعى ‏[‏ص 403‏]‏

في سيرها، قال الراجز‏:‏

لطالما جَرَرْتُكُنَّ جَرَّا * حتى نَوَى الأَعْجَفُ وَاسْتَمَرَّا

فَاليَوْمَ لاَ آلُو الركاب شرّاً

وأول من قَالَ ذلك المستطعمُ عَمْرو بن حمران الجَعْدِي زُبْداً وتامكا، حتى قَالَ له عمرو‏:‏ كلاَهما وتمرا، وقد مر ذكرها في حرف الكاف ‏(‏انظر المثل رقم 3079‏)‏

واسم ذلك الرجل عائذ، وكان له أخ يسمى جندلة، وهما ابنا يزيد اليشكري، ولما رجع عائذ قَالَ له أخوه جندلة‏:‏

أعائذُ لَيْتَ شَعْرِى أي أرضِ * رَمَتْ بك بعد ما قَدْ غِبْتَ دَهْرَا

فلم يَكُ يُرْتَجِي لكم إيابُ * ولم نَعْرِفْ لدارك مُسْتَقَرَّا

فقد كان الفراقُ أذابَ جِسْمِي * وكان العيشُ بعد الصَّفْوِ كَدْرَا

وكم قاسَيْتُ عَائِذُ من فظيع * وكَمْ جاوَزْتُ أمْلَسَ مُقْشَعِرَّا

إذا جاوزتها اسْتَقْبَلْت أخرى * وأقود مُشْمَخِرّ النِّيقِ وَعْرَا

فأجابه عائذ، فَقَالَ‏:‏

أجَنْدَل كَمْ قَطَعْتُ إليكَ أرْضاً * يَمُوتُ بها أبو الأشْبَال ذُعْرَا

قَطَعْتُ وَلاَ مِعَاتُ الآلِ تَجْرِي * وقد أوترت في الموماة كدرا

وَطَامِسَةُ المُتونِ ذَعَرْتُ فِيهـَا * خَوَاضِبَ ذَاتَ أرْآلٍ وَغُبرَا

وإن جَاوَزْت مُقْفِرَةً رَمَتْ بي * إلى أخْرَى كَتِلْكَ هَلُمَّ جَرَّا

فَلَمَّا لاَحَ لي سَغَبٌ ولُوحٌ * وقد مَتَعَ النَّهَارُ لقيت عَمْرَا

فَقُلْتُ‏:‏ فَهَاتِ زُبْداً أوْ سَنَاماً * فَقَالَ‏:‏ كِلاَهُما وَتَزْادُ تَمْرَا

فَقَدَّمَ لِلْقِرَى شطبا وزبدا * وَظَلْتُ لَدِيهِ عَشْراً ثم عَشْرَا

فذهب قولُه مثلاً

4594- الهَوَى مِنَ النَّوَى

يعني أن البعد يُورِثُ الحبَّ، ومنه يتولد؛ فإن الإنسان إذا كان يرى كل يوم استحقر ومل، ولذلك قيل‏:‏ اغْتَرِبْ تَتَجَدَّد ومنه *رُبَّ ثاوٍ يُمَلّ منه الثَّوَاء *

‏(‏هذا عجز مطلع معلقة الحارث بين حلزة، وصدره‏:‏ آذنتا بينها أسماء*‏)‏

4595- الهَيْدَانُ والرَّيْدَانُ

يُقَال للجبان ‏"‏هَيْدَان‏"‏ من هِدْتُهُ وهَيَّدْتُهُ‏"‏ إذا زجرته، فكأن الجبان زجر عن ‏[‏ص 404‏]‏

حضور الحرب، والرَّيْدَان‏:‏ من رَيْدِ الجبل، وهو الحرفُ الناتئ منه، شبه به الشجاع‏.‏

يضرب للمقبل والمدبر والجبان والشجاع وقَالَ أبو عمرو‏:‏ فلاَن يُعْطِي الهيدان والريدان، أي من يَعْرِف ومن لاَ يعرف‏.‏

4596- هُوَ حَمِيرُ الحَاجَاتِ

أي ممن يُسْتَخْدَم

يضرب للحقير الذليل

4597- هَيَّجْ عَلَى غَيٍّ وذَرْ

يضرب للمتسرع إلى الشر أي هيج بينهم حتى إذا التحمت الحرب كف عن المعونة

4598- هَلاَ بِصَدْرِ عَيْنِكَ تَنْظُر

يضرب للناظر إلى الناس شَزْراً

4599- هَلْ مِنْ مُغْرِبَةَ خَبْرٍ‏؟‏

ويروى ‏"‏هل من جائبة خَبَر‏"‏ أي هل من خبر غريب أو خَبَر يجُوبُ البلاَد

4600- هَلْ يَخْفَى عَلَى النَّاسِ القَمَرُ‏؟‏

يضرب للأمر المشهور، قَالَ ذو الرمة‏:‏

وقَدْ بَهَرْتَ فَمَا تَخْفَى عَلَى أحَدٍ * إلاَ عَلَى أحْدٍ لاَ يَعْرِفُ القَمَرَا

‏(‏ومن المثل قول عمر بن أبى ربيعة‏:‏

قَالَت الصغرى وقد تيمتها‏:‏ قد عرفناه، وهل يخفى القمر‏؟‏‏)‏

4601- هَلْ يَنْهَضُ البازِي بِغَيْرِ جَنَاحٍ‏؟‏

يضرب في الحثِّ على التَّعَاون والوفاق

4602- هَوِّنْ عَلَيْكَ ولاَ تُولَعْ بإشْفَاقِ

أي لاَ تكثر الحزن على ما فاتك من الدنيا، فإنك تاركُهُ ومُخَلَّفُهُ على الورثة، وتمام البيت قوله‏:‏

فإنما مَالُنَا لِلْوَارِثِ البَاقِي*

‏(‏وهو بيت من كلمة ليزيد بن حذاق‏)‏

4603- هُمُ السَّهُ السُّفْلَى

السَّهُ‏:‏ أصلُه سَتَه، فحذف التاء حذفا شاذاً، فبقي سه، وهي تؤنث؛ فلذلك قيل ‏"‏السُّفْلى‏"‏

يضرب للقوم لاَ خير فيهم ولاَ غناء عندهم

قَالَ الشاعر‏:‏

شأتْكَ قُعَيْنٌ غَثُّها وسَمِينُهَا * وأنتَ السَّهُ السُّفْلَى إذا دُعِيَتْ نَصْرُ

4604- هَلْ يَجْهَلْ فُلاَناً إلاَ مَنْ يِجْهَلُ القَمَرَ‏؟‏

هذا مثل قول ذي الرمة‏:‏

وقد بَهَرْتَ فما تَخْفَى على أحَدٍ* البيت

4605- الهَمُّ مَا دَعَوْتَهُ أجَابَ

يضرب في اغتنام السرور‏.‏ ‏[‏ص 405‏]‏

أي كلما دعوت الحزن أجابك، أي الحزنُ في اليد، فانتهز فرصة الأنس‏.‏

4606- هَنِيئاً لَكَ النَّافِجَةُ

كانت العرب في الجاهلية تقول، إذا وُلِدَ لأحدهم بنت ‏"‏هنيئاً لك النافجة‏"‏ أي المعظمة لمالك، لأنك تأخذ مهرها فتضمه إلى مالك فينتفج‏.‏

4607- هَامَةُ اليَوْمِ أوْغَدٍ

أي هو ميت اليوم أو غدا‏.‏

وقائله شُتيْر بن خالد بن نُفَيل لضرار بن عمرو الضبي، وقد أسره فَقَالَ‏:‏ اخْتَرْ خلة من ثلاَث، قَالَ‏:‏ أعرضهن علي، قَالَ‏:‏ تردُّ علىَّ ابنى الحصينَ وهو ابن ضِرَار قتَلَه عُتبة بن شُتَير، قَالَ‏:‏ قد علمتَ أبا قبيصة أنى لاَ أحيي الموتى، قَالَ‏:‏ فتدفع إليَّ ابنَكَ أقْتُله به، قَالَ‏:‏ لاَ ترضى بنو عامر أن يدفعوا إلىَّ فارساً مقتبلاً بشيخ أعور هامة اليوم أو غد، قَالَ‏:‏

فأقتلك، قَالَ‏:‏ أما هذه فنعم، قَالَ‏:‏ فأمر ضرار ابنه أن يقتله، فنادى شُتَير‏:‏ يا آل عامر صَبْراً وبضبي‏؟‏ أي أقتل صبرا ثم بسبب ضبي، وقد مر هذا في باب الصاد‏.‏

4608- هَبَلَتْهُ أُمُّهُ

أي ثَكِلَتْه، هذا يتكلم به عند الدعاء على الإنسان، والهَبَلُ‏:‏ مثل الثكْلِ‏.‏

4609- اهْتَبَلْ هَبَلَكَ

أي اشتغل بشأنك ودَعْنِي‏.‏

يضرب لمن يُشَاجر خَصْمَه‏.‏

قَالَ أبو زيد‏:‏ لاَ يُقَال إلاَ عند الغضب

4610- هُوَ عَلَى خَلِّ خَيْدَ بِهِ

الخَيدَب‏:‏ الطريق الواضح، والخَلُّ‏:‏ الطريق في الرمل‏.‏

يضرب لمن رَكِبَ أمراً فلزمه ولاَ ينتهي عنه

4611- هَلْ تَرَى البَرْقَ بِفِى شانِئِكَ‏؟‏

البرق‏:‏ جبل، قَالَوا‏:‏ وهو مثل قولك ‏"‏حَجَر بفى شَانِئِكَ‏"‏

4612- هَلَكُوا فَصَارُوا حُثّاً بَثّاً

الحُثُّ‏:‏ الذي قد يَبِسَ، والبَثُّ‏:‏ الذي قد ذهب‏.‏

4613- هُوَ كزِيَادةِ الظَّلِيمِ

وهي التي تَنْبُت في مَنْسِمِهِ مثل الأصبع يضرب لمن يضر ولاَ ينفع

4614- هٌوَ أبُوهُ عَلَى ظَهْرِ الإنَاءِ

وذلك إذا شُبِّهَ الرجل بالرجل، يُرَاد أن الشبه بينهما لاَ يخفى كما لاَ يخفى ما على ظهر الإنَاء، ويروى ‏"‏هو أبوه على ظهر الثمة‏"‏ إذا كان يشبهه، وبعضهم يقول ‏"‏الثَّمَّة‏"‏ بفتح الثاء، وهما الثمام إذا نزع فجعل تحت الأُسقية، هذا قول أبي الهيثم، وقَالَ غيره‏:‏ ثممت السقاء، إذا جعلته تحت الثمة‏.‏ ‏[‏ص 406‏]‏

*3*  ما جاء على أفعل من هذا الباب

4615- أَهْوَنُ مَرْزِئةً لِسَانٌ مُمِخُّ

أمخَّ العظمُ؛ إذا صار فيه المخ، والمرزثة‏:‏ النقصان، ومعنى المثل أهْوَنُ معونة على الإنسان أن يعين بلسانه دون المال، أي بكلام حسن‏.‏

4616- أهْوَنُ هَالِكٍ عَجُوزٌ فِي هَامِ سَنَةٍ

يضرب للشيء يُسْتخف به وبهلاَكه‏.‏

قَالَ الشاعر‏:‏

وأهْوَنُ مَفْقُودٍ إذا الموتُ نَابهُ * عَلَى المَرْءِ من أصحابه منْ تَقَنَّعَا

4617- أهْوَنُ مَظلُومٍ عَجُوزٌ مَعْقُومَةٌ

يضرب لمن لاَ يُعْتَدُّ به لضعفه وعجزه‏.‏

يُقَال‏:‏ أعقَمَ الله رحمها فَعُقِمَتْ - على مالم يسم فاعله - إذا لم تقبل الولد، قَالَ الأزهري‏:‏ عَقَمِتْ تَعْقَم عقما وعَقُمَتْ عُقْماً وعُقِمَتْ عقما، ثلاَث لغات ‏(‏كفرح وكرم وعنى، وبقيت رابعة كنصر‏)‏

تقول من إحداها‏:‏ امرأة مَعْقُومة، ومن الباقي‏:‏ امرأة عَقِيمٌ

4618- أهْوَنُ مِنْ عَفطَةِ عَنْزٍ بالحَرَّةِ

يُقَال‏:‏ عَفَطَتْ العَنْزُ تَعْفْطُ عطفا، إذا حَبَقَتْ

4619- أَهْوَنُ مَظُلومٍ سِقَاءٌُ مُرَوَّبٌ

المروَّبُ‏:‏ مالم يُمْخَضُ وفيه خميرة، والرائب‏:‏ المخيض الذي أخذ زُبْدُه، وظُلْمُ السقاء‏:‏ أن يُشْرَبَ قبل إدراكه، قَالَ الشاعر‏:‏

وقَائِلَةٍ ظَلمْتُ لَكُمْ سِقَائِي * وَهلْ يَخْفَى عَلَى العَكِدِ الظَّليمُ‏؟‏

هذا فعيل بمعنى مفعول

وهذا المثل في المعنى كقولهم ‏"‏أهونُ من عَجُوز مَعْقُومة‏"‏ جعلاَ مثلاً لمن سِيمَ خَسْفاً ولاَ نكير عنده

4620- أهْوَنُ السَّقْيِ التَّشْرِيعُ

أَهْوَنُ ههنا‏:‏ من الهَوْنِ والهُوَيْنَا، بمعنى السهولة، والتشريع‏:‏ أن تُورِدَ الإبل ماء لاَ يحتاج إلى مَتحِه، بل تشريع الإبل شروعاً

يضرب لمن يأخذ الأمر بالهُوَيْنَا ولاَ يستقصى

يُقَال‏:‏ فُقِدَ رجل فاتهم أهلُه أصحَابَه، فرفع إلى شريح، فسألهم البينة على قتله، فارتفعوا إلى علي رضي الله عنه وأخبروه بقول شريح، فَقَالَ علي‏:‏

أوْرَدَهَا سَعْدٌ وَسَعْدٌ مُشْتَمِلْ * يا سَعْدُ لاَ تروى عَلَى هَذَا الإبل ‏[‏ص 407‏]‏

ثم قَالَ‏:‏ أهونُ السَّقْىِ التَّشْرِيعُ، ثم فرق بينهم وسألهم، فاختلفوا ثم أقَرُّوا بقتله

4621- أهْوَنُ منْ قُعَيْسٍ عَمَّتِهِ

قَالَ بعضهم‏:‏ إنه كان رَجُلاً من أهل الكوفة دخل دارَ عمتِهِ، فأصابهم مطر وقر، وكان بيتها ضيقاً، فأدخلت كَلْبها البيتَ وأبرزتْ قُعِيساً إلى المطر، فمات من البرد

وقَالَ الشرقي بن القطامي‏:‏ إنه قُعَيْس بن مُقَاعس بن عمرو من بني تميم، مات أبوه فحملته عمته إلى صاحب بر فرهَنَتْه على صاع من بر، فغلق رَهْناً لأنها لم تَفْكَّهُ، فاستعبدها الحَنَّاطُ فخرج عبداً‏.‏

4622- أهْوَنُ مِنْ نُغَلَةٍ

النغلة‏:‏ ما يقع في جلود الماشية، والعرب تقول‏:‏ قَالَت النُّغَلة ‏"‏لا أكون وَحْدِي‏"‏ وذلك أن الضائنة ينتف صوفها وهي حية، فإذا دَبَغُوا جلدها من بعد لم يصلحه الدباغ فينغل ما حواليه، ومعنى هذا المثل أن الرجلَ إذا ظهرت فيه خصلة سوء لاَ تكون وحدها، بل تقترن بها خصال أخَرُ من الشر

4623- أهْوَنُ مِنْ دِحِنْدِحٍ

قَالَ حمزة‏:‏ إن العرب تقول ذلك، فإذا سُئلوا ما هو قَالَوا‏:‏ لاَشيء، قَالَ‏:‏ وقَالَ بعض أهل اللغة في دحندح‏:‏ إنه لُعْبة من لُعَب صبيان الأعراب يجتمع لها الصبيان فيقولونها، فمن أخطأها قام على رجله وحَجَل على إحدى رجليه سبعَ مَراتٍ

4624- أهْونُ منْ ضَرْطَةِ العَنْز

هذا من قول الشاعر‏:‏

فَسِيَّانِ عِنْدِيَ قَتْلُ الزُّبَيرِ* وَضَرْطَةُ عَنْزٍ بِذِي الجُحْفَةِ

4625- أهْوَنُ منْ ثَمَلَةٍ، وَمِنْ طَلْياءَ، ومِنْ رِبْذَة

هذه كلها أسماء خرقة يُطْلَى بها الإبل الجَرْبى

4626- أهْوَنُ مِنْ مِعْبأةٍ

هي خرقة الحائض التي تَعْتَبىء بها، والاعتباء‏:‏ الاحتشاء

4627- أهْوَنُ مِنْ لَقْعَةٍ بِبَعْرَةٍ

اللَّقعة‏:‏ الحذفة والرمْيَةُ

وزعموا أن هشام بن عبد الملك وَرَدَ المدينة حاجا، فدخل إليه سالم بن عبد الله بن عمر، فَقَالَ له‏:‏ كم تعدُّ يا سالم‏؟‏ فقال‏:‏ ثلاَثاً وستين، قَالَ‏:‏ تالله ما رأيت في ذوى أسنانك أحْسَنَ كِدْنَةً ‏(‏الكدنة - بالكسر - السنام واللحم والشحم‏)‏

منك، فما غذاؤك‏؟‏ قَالَ‏:‏ الخبز والزيت، قَالَ‏:‏ أفلاَ تأجمه ‏(‏أجم الطعام يأجمه‏:‏ كرهه وعافته نفسه‏)‏

قَالَ‏:‏ ‏[‏ص 408‏]‏ إذا أجَمْتُه تركته حتى أشتهيه، فانصرف سالم إلى بيته وحُمَّ، فجعل يقول‏:‏ لَقَعَنِي الأحوال بعينه، حتى مات، واجتاز هشام بجنازته راجلاً فصلى عليها

4628- أهْوَنُ مِنْ تَبَالَةَ على الحَجَّاجِ

يعني الحجاج بن يوسف، وتَبَالة‏:‏ بلدة صغيرة من بُلْدَان اليمن، وهذا المثل من أمثال أهل الطائف

زعم أبو اليقظان أن أولَ عملٍ وَلِيه الحجاجُ عمل تَبَالة، فسار إليها، فلما قرب منها قَالَ للدليل‏:‏ أين هي‏؟‏ قَالَ‏:‏ سَتَرْتَهَا عنك هذه الأكمة‏:‏ فَقَالَ أهونْ عليَّ بعمل بلدة تسترها عني أكَمَة، ورجع من مكانه، فَقَالَت العرب‏:‏ أهَوَنُ من تَبَالة على الحجاج

4629- أهْوَنُ منَ النُّبَاحِ عَلى السِّحابِ

وذلك أن الكلب بالبادية إذا ألحت عليه السحابُ بالأمطار لقي جَهدا؛ لأَن مَبيته أبدا تحت السماء وكلاَب البادية متى أبصرت غيماً نَبَحَتْهُ لأنها عرفت ما تلقى من مثله، ولذلك يُقَال في مثل آخر‏:‏ لاَ يَضُرُّ السحَابَ نُبَاح الكلاَب، ولا الصخرةَ تفْليلُ الزجاج وقَالَ بعض بلغاء أهل الزمان‏:‏ وما عسى أن يكون قَرْصُ النملة، ولَسْعُ النحلة، ووقوع البقة النخلة، ونباح الكلاَب على السحاب، وما الذباب وما مرقته‏؟‏ ولذلك قَالَ شاعرهم‏:‏

ومَالِيَ لاَ أغْزُو وللّهْرِ كَرَّةٌ * وقَدْ نَبَحَتْ تَحْتَ السَّمَاءِ كِلاَبُهَا

وقَالَ آخر‏:‏

يَا جَابِرُ بنَ عَدِيٍّ أنت مع زُفَر * كالكَلْب يَنْبَحُ من بُعْدٍ على القمر

وذلك أن القمر إذا طلع من المشرق يكون مثل قطعة غيم‏.‏

وأما قولهم‏:‏

4630- أَهْلَكُ مِنْ تُرَّهَاتِ البَسَابِسِ

فذكر أبو عبيد أنه مَثَلٌ من أمثال بنى تميم، وذلك أن لغتهم أن يقولوا‏:‏

هَلَكْتُ الشيء، بمعنى أهلكته، يدل على ذلك قول العجاج وهو تميمي‏:‏

ومَهْمَهٍ هَالِكِ مَنْ تَعَرَجَا * أي مُهْلك مَنْ تعرج‏.‏

وذكر الأَصمعي أن التُّرَّهَاتِ الطرق الصغار المتشعبة من الطريق الأعظم، والبسابس‏:‏ جمع بَسْبَس، وهو الصحراء الواسعة التي لاَ شيء فيها، فيُقَال لها بَسْبَس وسَبْسَب بمعنى واحد، هذا أصل الكلمة، ثم يُقَال لمن جاء بكلام مُحَال‏:‏ أخذ في ترهات البسابس، وجاء بالترهات، ومعنى ‏[‏ص 409‏]‏ المثل أنه أُخذَ في غير القصد وسلَكَ في الطريق الذي لاَ ينتفع به، كقولهم‏:‏ رَكِبَ فلاَن بُنَيَّات الطريق، وأخذ يتعلل بالأباطيل‏.‏

4631- أهْدَى مِنْ دُعَيْمِيصِ الرَّمْلِ

قَالَوا‏:‏ إنه كان رَجُلاً دليلاَ خِرِّ يتاً غَلَب عليه هذا الاَسم، ويُقَال ‏"‏هو دُعَيْمِيصُ هذا الأمر‏"‏ أي العالم به، قَالَ الشاعر‏:‏

دُعْمُوصُ أبوابِ المُلُو * كِ وَجَائِبٌ للخَرْقِ فَاتِحْ

ويروى ‏"‏راتق للخرق فاتق‏"‏ قَالَوا‏:‏ ولم يدخل بلاَدَ وَبَار أحدٌ غيره، فلما انصرف قام بالموسم فجعل يقول‏:‏

وَمَنْ يُعْطِنِي تِسْعاً وتسعِينَ بَكْرَةً * هِجَاناً وأدما أهْدِهِ لِوَبَارِ

فقام رجل من مَهْرَة وأعطاها ما سأل، وتحمل معه بأهله وولده، فلما توسطوا الرمل طَمَسَتِ الجنُّ عينَ دعيميص فتحير وهلك مع مَنْ معه في تلك الرمال، ففي ذلك يقول الفرزدق‏:‏

كَهَلاَكِ مُلْتَمِسٍ طَرِيقَ وَبَارِ